كل لعبة في سلسلة جراند ثفت أوتو تضعك في دور شخصية تثير القشعريرة… فأنت لا تقود فارسًا نبيلًا يُحارب لأجل العدالة، بل مجرمًا لا يضيّع وقته إلا في السلب والقتل. في هذا العالم، البطولة هي جريمة متقنة، والشرف مجرد تفصيلة تُدفن تحت عجلات السيارة.
لذلك، إليكم في هذا المقال تصنيفاً شاملاً لأبطال GTA من الأكثر قسوة إلى من يمكن اعتباره – بتسامح شديد – أكثرهم شرفًا. وسنتابع في هذا الجزء ما بدأنا بالجزء الأول.
- يمكنكم الاطلاع على الجزء الأول من هنا.
ملاحظة: الترتيب هو من الأكثر قسوة وعنفاً حتى الأكثر شرفاً ورحمةً.
المركز 8: Carl Johnson من سان أندرياس
في عالم GTA المليء بالسادية والانحراف، يُمكن القول إن Carl “CJ” Johnson من San Andreas يُعد من أكثر الشخصيات توازنًا من الناحية الأخلاقية. لا يُظهر تعطّشًا للدم مثل غيره، وعمليات القتل التي يرتكبها غالبًا ما تكون دفاعًا عن النفس أو خلال مواجهات العصابات. لو لم يكن قد نشأ وسط فوضى العصابات، لربما كان الآن يقود مشروعًا مجتمعيًا لا عصابةً مسلحة.
لحظة مظلمة… وسقوط أخلاقي
لكن حتى أكثر الشخصيات اعتدالًا في GTA لا تخلو من اللحظات الصادمة. في مهمة Deconstruction، يرتكب CJ فعلًا يُعتبر من أكثر الأفعال حقارة في تاريخ السلسلة: دفن عامل بناء حيًا داخل الإسمنت، لا إطلاق نار ولا هروب… مجرد إعدام وحشي بالصمت والخرسانة.
هل الغضب يبرر الجريمة؟
هذا التصرف ينسف الصورة المعتدلة التي رسمها CJ طوال اللعبة، ويطرح سؤالًا مؤلمًا: هل الغضب أو الانتقام يمكن أن يبرر الوحشية؟ صحيح أن دوافعه كانت شخصية، لكن الطريقة كانت غير إنسانية بدرجة تضعه في خانة المجرم… ولو ليومٍ واحد.
المركز 7: Tommy Vercetti من Vice City
في عالم Vice City اللامع والمليء بالأضواء، يسير Tommy Vercetti بخطى ثابتة نحو بناء إمبراطوريته الإجرامية… لا بدافع الحقد أو الانتقام، بل بدافع **الطمع الصافي**. ليس من النوع الذي يُسرف في القتل أو يتلذذ به، لكنه لا يُظهر الكثير من الندم أيضًا. عملي، بارد، ويعرف أن الاغتيال أحيانًا هو مجرد خطوة على سلم النجاح.
المال أولًا… ثم يأتي كل شيء
تومي لا يحمل شعار “العدالة” ولا يتحدث عن “الواجب”، هو ببساطة رجل أعمال إجرامي. قراراته لا تُحسب أخلاقيًا، بل تُقاس بما تُضيفه إلى رصيده. ورغم هذه النظرة المادية البحتة، إلا أنه يُظهر نوعًا من **الوفاء** والاحترام لمن يثق بهم — أصدقاؤه، زعماؤه، وحتى بعض من يعمل معهم.
ولاءه قد لا يُنقذك… لكنه يمنع طعنتك
ورغم أنه يقتل عند الحاجة، إلا أن تومي لا يُعرف عنه خيانة المقربين أو طعنهم من الخلف. لديه ميثاق شرف خاص، حتى لو كان ذلك الميثاق مكتوبًا بالحبر الأسود للإجرام. وبذلك، يُمكن اعتباره شخصية رمادية في عالم GTA… لا قديس، ولا شيطان، بل رجل يعرف ما يريد ويأخذ ما يلزم ليحصل عليه.
المركز 6: Huang Lee من Grand Theft Auto: Chinatown Wars
في Chinatown Wars، يبدو Huang Lee كالشخصية النموذجية التي تتوقعها من عالم GTA: يُنفّذ، لا يُناقش. يقتل من “يجب قتله” ويسطو على من “يستحق السرقة”، دون أن يُبادر شخصيًا إلى هذه الأفعال… بل كمن يسير وفق مخطط وُضع له مسبقًا.
المال هو الدافع… لا الشهوة ولا الكراهية
هوانغ لا يفعل شيئًا مجانًا. إن قُمت بتكليفه بمهمة، سينفذها مقابل ثمن. لا يتردّد، لا يُظهر أي شعور بالذنب، لكنه أيضًا لا يُبالغ في الأذى ولا يتعمد إيذاء من حوله. هو أشبه بمنفذ عقود أكثر من كونه مجرمًا شغوفًا بالفوضى.
لا يخون… لكنه لا يُنقذ أحدًا أيضًا
رغم بروده الأخلاقي، لا يظهر هوانغ كشخص خائن أو مُتقلّب. يُعامل من حوله بقدر من الاحترام الوظيفي، لا العاطفي. فلا تُتوقع منه تضحية، لكن لا تخف من طعنة غادرة. إنه الشخصية الرمادية التي تمشي في الظلال دون أن تترك أثرًا… أو ندمًا.
المركز 5: Michael De Santa من جراند 5
في عالم GTA V، يُجسّد مايكل التناقض الأخلاقي بكل تفاصيله. نعم، خان صديقه المقرب وساهم في مخطط لقتله، لكن خلف هذا الفعل المروّع تختبئ دوافع إنسانية: **الخوف، الحماية، والنجاة**. لقد فعل ذلك لينقذ نفسه وعائلته من مصير مظلم، لا بدافع الطمع أو الانتقام.
الندم لا يغسل الخيانة… لكنه يفسّرها
مايكل ليس شخصية شريرة بالمطلق. رغم نوبات غضبه وقراراته الأنانية، إلا أنه يُظهر لحظات من التعاطف والرحمة. في بعض السرقات، يتجنب قتل الشهود الأبرياء، وهو أمر نادر بين أبطال السلسلة. هذه اللمحات تُظهر أنه لا يستمتع بالعنف، بل يراه وسيلة اضطرارية.
عائلته هي نقطة ضعفه… وقوته أيضًا
كل ما يفعله مايكل تقريبًا يدور حول حماية أسرته. علاقته المتوترة مع زوجته وأطفاله تُظهر رجلًا يحاول التمسك بما تبقى من حياته الطبيعية، حتى لو كان ذلك عبر طرق ملتوية. إنه شخصية تعيش في صراع داخلي بين ماضيه الإجرامي وحلمه بالهدوء الأسري.
سنكمل باقي الترتيب في الجزء المقبل..
