منذ إطلاقها لأول مرة، شهدت لعبة Fortnite تطورًا مذهلاً على مر السنوات، حيث تحوّلت من مجرد تجربة باتل رويال بسيطة إلى عالم غني بالأحداث، القصص، والشخصيات المحورية. ففي موسمها الأول، كانت اللعبة تقتصر على القتال من أجل البقاء، دون حبكة واضحة تميّزها عن غيرها، لكن مع مرور الوقت، أذهلت Epic Games اللاعبين بانتقالها إلى سرد متكامل، يحمل مزيجًا من الحبكة، الشخصيات، المشاهد السينمائية، وحتى الفعاليات المباشرة التي حولت الجزيرة إلى ساحة مشتعلة بالأسرار والمواجهات الملحمية.
مع ظهور منظمة The Seven ومنافسها The Imagined Order، شهدنا تشكّل صراع محوري يحمل أبعادًا عميقة، حيث تتأرجح مواقف The Imagined Order على الدوام بين الشر والخير، مما يزيد القصة تعقيدًا وغموضًا. ثم جاءت المرحلة التي دخلت فيها القوى الخارجية على خط المواجهة، مهددةً مصير الجزيرة وموقعها المحوري. هنا تبرز نقطة الصفر، العنصر الأكثر تأثيرًا على مصير هذا العالم، فهي ليست مجرد مصدر للطاقة، بل المحرّك الأساسي الذي يربط عوالم Fortnite بعضها ببعض، ويجلب الشخصيات من عوالم وكواكب متفرّقة، مما يحوّل اللعبة إلى نموذج حي لما يمكن اعتباره “ميتافيرس” متكاملًا. على هذا الأساس، في هذا المقال ضمن سلسلة مقالات توب 10 أو Top 10 سنتنحدث عن أفضل وأهم اللحظات المحورية المتعلقة بالقصة والتي تتمحور حول حماية نقطة الصفر وضمان بقائها، قبل أن تؤدّي أي محاولات للاستيلاء عليها إلى انهيار الواقع ذاته وتغيير ملامح اللعبة إلى الأبد.
النيزك الغامض في السماء
في الفصل الأول، الموسم الثالث من Fortnite، شهد اللاعبون أول ملامح القصة التي ستتشكّل على الجزيرة. ظهر نيزك غامض في السماء، يقترب ببطء وينذر بخطر محتم على الجميع، مسببًا حالة من الترقب والتشويق لدى اللاعبين.
مع بداية الموسم الرابع، سقط هذا النيزك أخيرًا على الجزيرة، محدثًا دمارًا كبيرًا طال موقع Dusty Depot المحبوب، حيث تم تدميره بالكامل، كما لحق الدمار بمواقع أخرى على الخريطة. شكّل هذا الحدث نقطة تحوّل محوريّة، ومهّد الطريق لظهور القصة والسرد الملحمي الذي ميّز Fortnite منذ ذلك الحين، مما جعله أول معلم بارز على طريق سردها المتفرّد.
حدث الانطلاق وظهور شخصية Omega
بعد سقوط النيزك وتدميره أجزاء من الجزيرة، ظهر الشرير Omega من محبسه، وبدأ بتنفيذ مخطط غامض للهجوم على الجزيرة، على ما يبدو. لكن لاحقًا، تبيّن أن شخصية Omega، وكذلك الحبكة المحيطة بالأبطال، لم تكن سوى جزء من فيلم يتم تصويره على الجزيرة، مما أضاف طابعًا ميتًا-قصصيًا على الحدث.
خلال هذه المرحلة، بُني صاروخ على الجزيرة، وللمفاجأة، تبين أنه قابل للعمل والاستخدام. ظهر شخصية غامضة عُرفت باسم The Visitor، التي قامت باستخدام الصاروخ للسفر نحو نقطة الصفر، مما أدى إلى ظهور شرخ كبير في السماء، مُمهدًا الطريق لأحداث أكبر ستغيّر ملامح الجزيرة إلى الأبد.
لحظة انفجار نقطة الصفر
خلال الموسم X ، بدأ اللاعبون يلاحظون مؤشرات على هجوم وشيك على نقطة الصفر، حيث ظهر عدد من الصدوع في السماء، ومن أحد هذه الصدوع ظهر النيزك الذي شهدناه سابقًا، لكن هذه المرة كان متجمّدًا في مكانه، وكأن الوقت توقف للحظة.
ثم، عبر هذه الصدوع، خرجت عدة صواريخ، مما أدى في النهاية إلى تحطّمها جميعًا على نقطة الصفر، محدثةً انفجارًا مروّعًا. شكّل هذا الحدث ثقبًا أسود ابتلع كل شيء من حوله، محوّلًا الجزيرة إلى فراغ مظلم على مدار يومين كاملين قبل أن تعود للحياة مجددًا، لكن هذه المرة على نحو مختلف تمامًا، معلنًا عن بداية عصر جديد للعبة.
فشل Midas
خلال الفصل الثاني، ظهر Midas كشخصية محورية، حيث عمل على تطوير جهاز يهدف على ما يبدو إلى إيقاف العاصفة، معتقدًا أن هذا سيُنهي الحلقة الزمنية التي تسيطر على الجزيرة، وهو أمر طالما سعى له اللاعبون.
وعندما أتم ميداس تطوير جهازه، حاول استخدامه أثناء الحدث المباشر “The Device” لإيقاف العاصفة بشكل نهائي. وخلال المحاولة، أتيحت للاعبين لمحة خاطفة عن منظمة Imagined Order، وكذلك عن شخصية Jonesy ، مما كشف عن خفايا جديدة من القصة. على الرغم من أن ميداس بدا على وشك النجاح، تحوّل الأمر إلى كارثة، إذ تحوّلت العاصفة إلى تسونامي ضخم، جارفًا Midas ووكالته، ومغيّرًا ملامح الجزيرة بشكل جذري.
المعركة ضد Galactus
خلال موسم حرب Nexus، المعروف كذلك بموسم Marvel، ظهر Thor على الجزيرة محذرًا من قدوم Galactus، الشرير العملاق الذي يسعى لالتهام الجزيرة، أو بالأحرى، لامتصاص طاقة نقطة الصفر التي تعد مصدر حياة كل شيء على الجزيرة. سارع Thor لاستدعاء عدة أبطال من عالم Marvel، على أمل الاتحاد مع سكان الجزيرة لصد هذا التهديد الكبير.
وفي الحدث المباشر، وصلت المواجهة إلى ذروتها عندما اقترب Galactus من تحقيق أهدافه، لكن اللاعبين، بمساعدة أبطال Marvel، نجحوا أخيرًا في التصدي له. وعلى الرغم من انتصارهم، ترك Galactus أثرًا عميقًا على نقطة الصفر، مسببًا تشققات فيها، مما أدى إلى ظهور تحديات جديدة ومستقبل مليء بالغموض على الجزيرة.
في الختام … مع كل هذه اللحظات المحورية والتحوّلات المفصلية في قصة اللعبة، تثبت Fortnite عامًا بعد عام أنّها ليست مجرد لعبة باتل رويال، بل عالَمٌ نابض بالحياة، يحمل سردًا مدهشًا وصراعًا متجدّدًا على السلطة، البقاء، وحماية الجزيرة من كل تهديد. وبينما نترقّب المرحلة القادمة من هذه الملحمة، يبقى السؤال مفتوحًا: ما المفاجآت التي تخبّئها لنا اللعبة مستقبلًا؟ هل سنشهد ظهور أعداء وحلفاء جدد، أم أنّ القصة ستأخذنا نحو منعطف غير متوقع على الإطلاق، يحمل تحديات غير مسبوقة على اللاعبين، ويضيف طبقات أعمق إلى الحبكة الملحمية التي عشقناها على مر السنين؟ مازال هناك المزيد من اللحظات المحورية الهامة المتعلقة في القصة. سوف نوفرها في المقال التالي قريبًا جدًا، وحتى ذلك الوقت أترككم مع قراءة مقالنا السابق بعنوان “الجدول الزمني للعبة Fortnite: القصة الكاملة حتى الآن“.
شاركنا توقعاتك ورأيك! ما الحدث الذي ترك أثرًا عميقًا لديك، وماذا تودّ أن تشاهد على أرض الجزيرة في الفصول القادمة
