10 تقاليد في صناعة ألعاب الفيديو تم الاستغناء عنها أو دفنها – الجزء الثاني
نستكمل معكم في هذا المقال ضمن سلسلة مقالات توب 10 أو Top 10 الحديث الذي بدأناه أول مرة عن الجزء الأول من مقال “10 تقاليد في صناعة ألعاب الفيديو تم الاستغناء عنها أو دفنها“. إذ أننا هذه المرة سنسلط الضوء على 5 تقاليد اخرى جديدة في صناعة ألعاب الفيديو.
اختراق الأجهزة واللعب بنسخٍ غير مرخصة وشحنها عبر العالم
كانت الفجوات الزمنية بين صدور الألعاب في اليابان و أمريكا وغيرها من البلدان كبيرة نسبيًا، حيث على اللاعبين أحيانًا الانتظار لستة أشهر للحصول على النسخة الإنجليزية التي تعمل على أجهزتهم، لذا انتشرت ظاهرة شحن الألعاب والأجهزة آنذاك ولاسيما في بريطانيا، وكذلك ترافق مع ذلك انتشار النسخ الغير مرخصة من الشركة الأصلية، واختراق أجهزة الكونسول وإضافة الـمود لتتمكن من لعب النسخ الغير مُرخصة، التي لم تمتلك شركات تصنيع الألعاب دفاعًا ضدها آنذاك سوى بإخبار اللاعبين بأنها ستؤذي أجهزتهم.
لكن مع حلول عصر الإنترنت وقدرة شركات تصنيع الألعاب بالاتصال مع الأجهزة على مدار الساعة، أصبح بإمكانها مراقبة أي جهازٍ عن بعد، ومعرفة أي منها يقوم بتشغيل ألعابٍ غير مرخصة أو تجهيزات أطرافٍ ثالثة قادرة على اختراق أنظمة الأجهزة، مما حد كثيرًا من هذه الظاهرة، وأصبحت من المنسيات لاسيما في دول العالم الأول.
كتيبات التعليمات
كانت كتيبات التعليمات المكان الذي يبرز به المطورون عالم اللعبة وفنها، وكذلك أسلوب التحكم وبعض النصائح والحيل حول كيفية عمل اللعبة، واستخدمتها المزيد والمزيد من الألعاب كوسيلةٍ لإنشاء شيء جميل لا يُنسى، يجذبك إلى عوالم هذه الألعاب ويروي جزءًا من قصصها، قبل حلول عصر الانترنت وانتشار مشاهد الفيديو التشويقية عالية الجودة والاستغناء عن الكتيبات.
وأصبح الاتجاه الرئيسي في عصرنا هذا نحو الإصدارات الرقمية، وفي الواقع عدم إصدار كتيبات التعليمات يوفر بعض التكاليف على شركات تطوير الألعاب، لكنه كان في الواقع أحد الإجراءات التقليدية المثيرة للكثيرين التي ما يزال يطوق لها بعض هواة الجمع في زماننا.
وحدات التحكم والملحقات الغريبة
يمكن التعرف على الصورة الظلية لوحدات تحكم جهاز N64 على الفور، ولكن حتى إذا كنت تحبها، فأنت على الأقل تفهم سبب عدم تقليدها على الإطلاق في هذه الأيام، حيث حتى شركة Nintendo التي تواصل التجربة في هذا الصدد، صممت Pro Controllers تتوافق تمامًا مع فلسفات التصميم الأساسية لمعاصريها، وابتعدت عن الأشياء الغريبة.
لكن في السنوات الماضية كانت أدوات التحكم غريبة ومتنوعة للغاية، حيث كان هناك مجموعة كبيرة من الخيارات الأخرى المتاحة للاستخدام المنزلي، مثل البنادق الخفيفة وعجلات القيادة وعصي القتال، وأجهزة العزف مثل القيثارات البلاستيكية، والطبول وغير ذلك!، التي كانت تستخدم في ألعاب الإيقاع والموسيقى، لكن كان معظمها لا يعمل سوى مع الجهاز الحالي، مما يعني أن فترة استخدامه لم تدم طويلًا حيث أنه لن يعمل على الجهاز التالي من الشركة المصنعة، مما جعل وحدات التحكم والملحقات هذه غير عملية وغير اقتصادية، وساهم في زوالها تقريبًا في عصرنا الحالي.
فتح الإضافات في الألعاب عبر اللعب وليس الشراء
بدأ مفهوم المحتوى الإضافي القابل للتنزيل في الألعاب كطريقة لإبقاء الألعاب حية بعد إنهاء اللاعبين لها، والاستفادة من الجمهور الحالي للعبة، ثم مع الوقت أصبح من الشائع إطلاق محتوى إضافي على الفور بعد إصدار اللعبة، لحصد المزيد من المال لقاء شيءٍ قد يكون من حقك عند شراء اللعبة.
لكن في السابق لم يكن الوضع هكذا، حيث مع عدم وجود إمكانية لدعم الألعاب بعد الإطلاق، كان يتم شحن ألعاب الفيديو كحزم كاملة، وكان بمقدور اللاعبين كسب كل نمط لعب وكل شكل وكل شخصية وكل مكافأة وما إلى ذلك دون دفع شيءٍ إضافي، وكان المطورون في بعض الأحيان يخفون بعض الأمور القابلة للفتح في مكان ما ضمن قرص اللعبة، وغالبًا ما يظهر بعد إنهاء اللعبة، والهدف منه جعل اللاعبين أكثر تعلقًا بالألعاب وتحفيزهم على المثابرة والتدرب لإتقان ألعاب الفيديو وجعلهم أكثر مهارةً بها.
كان هذا هو الحافز الحقيقي للحصول على نسبة إنهاء 100٪، على عكس المكافآت التي تقدمها الألعاب هذه الأيام مثل الفوز بكأس رقمي على الشاشة.
انتهاء العمل على ألعاب الفيديو بعد صدورها
تقوم العديد من الاستوديوهات اليوم بتسريع إطلاق الألعاب بحيث تقوم بإصدارها بشكلٍ غير مكتمل وبمشاكل تقنية عديدة، على الرغم من حصولها على أموال اللاعبين التي حصلوا عليها بشق الأنفس، وحاجتهم إلى الانتظار لأسابيع أو شهور حتى تكتمل اللعبة أو تدخل في أفضل حالتها، لكن في الماضي كانت الألعاب تصدر بشكلٍ كامل، مع جميع محتوياتها.
ومع ذلك، الأمر في الحقيقة أكثر تعقيدًا مما نتخيل، حيث كان يحتفل فريق التطوير في الماضي مع إنهاء اللعبة ويبدأ في جني ثمار تعبه، لكن في عصرنا الحالي لا ينتهي عمل فريق التطوير مع إصدار اللعبة، حيث مع الاعتماد على ألعاب الشبكة الجماعية واتصال اللاعبين على مدار اللعبة، تحتاج فرق التطوير إلى إصدار التحديثات والتعديلات والإصلاحات التقنية باستمرار، ولاسيما خلال الأسابيع الأولى من إطلاق اللعبة، وهذا يعني أن الألعاب في السابق لم تكن تحصل على الإصلاحات التقنية بعد صدورها، مما قد يفسد تجربة اللاعبين إن تم الكشف عن أحدها.
في الختام … استكملنا لكم في مقال اليوم الحديث عن 5 تقاليد في صناعة ألعاب الفيديو تم دفنها للأبد، يمكنك الاطلاع على مقالنا السابق بعنوان “كيف تحصل على سلاح Lightsaber الأحمر في Star Wars Jedi: Survivor“.