إصدار الألعاب على مستوى العالم أصبح اليوم أسهل من أي وقت مضى بفضل المتاجر الإلكترونية وانتشار الإنترنت، مما يتيح للمطورين والناشرين توصيل ألعابهم إلى جمهور واسع في مختلف أنحاء العالم بنقرة زر. ولكن لم يكن هذا هو الحال دائمًا في صناعة الألعاب، خاصة خلال فترة التسعينيات، حيث كان من الشائع أن تصدر بعض الألعاب حصريًا في مناطق معينة دون غيرها، لأسباب متنوعة تتعلق بالسوق أو الثقافة أو حتى القدرات التقنية.
في كثير من الأحيان، كانت هذه الحصريات الإقليمية ناتجة عن اعتقاد الشركات بوجود نقص في الاهتمام باللعبة في الأسواق الخارجية، أو لأن إصدارًا عالميًا لم يكن مجديًا من الناحية الاقتصادية أو اللوجستية في ذلك الوقت. شركة Nintendo كانت من أبرز الشركات التي تمتلك سجلًا طويلًا في إصدار ألعابها على نطاق عالمي، حيث أطلقت العديد من العناوين التي نالت إشادة نقدية واسعة حول العالم.
ومع ذلك، هناك عدد من الألعاب التي طُوّرت خصيصًا لأجهزة Nintendo لم تغادر حدود اليابان أبدًا، وظلت حكرًا على اللاعبين هناك. بمرور الوقت، أصبحت هذه الألعاب تعرف بين محبي Nintendo حول العالم باسم “الجواهر المخفية”، نظرًا لجودتها العالية وتجاربها الفريدة التي لم تُتح لبقية العالم. الكثير من هذه الألعاب لا تزال غير معروفة بشكل كبير خارج اليابان، لكنها تحتل مكانة خاصة في قلوب من تمكنوا من تجربتها عبر الترجمة أو المحاكاة.
Umihara Kawase (1994)
لعبة منصات ثنائية الأبعاد أقل شهرة ذات آليات لعب فريدة.
Umihara Kawase
تاريخ الإصدار: 23 ديسمبر 1994
المنصات: PC وSNES وNintendo Switch
برعاية: Game Rant
Umihara Kawase كانت لعبة منصات ثنائية الأبعاد أقل شهرة ولكنها مثيرة للاهتمام، واحتوت على عناصر ألغاز، وكانت أول إصدار في سلسلة Umihara Kawase الحصرية لليابان. من خلال التحكم بالشخصية الرئيسية التي تحمل الاسم نفسه، Kawase Umihara، تتضمن اللعبة 49 مستوى يُطلق عليها اسم “حقول”، ويجب على اللاعبين تجاوزها واحدة تلو الأخرى.
اتبعت اللعبة المفاهيم نفسها التي كانت شائعة في ألعاب المنصات ثنائية الأبعاد، لكنها أضافت ميكانيكية فريدة من نوعها أضفت عمقًا أكبر على طريقة اللعب. حيث كانت Kawase Umihara قادرة على استخدام خيط صنارة الصيد الخاص بها كخطاف للتأرجح وتجاوز العقبات، ما جعل الحركة داخل اللعبة أكثر تعقيدًا وتحديًا من المعتاد.
وعلى الرغم من أن اللعبة تمكنت من جذب عدد من المعجبين وكونت قاعدة جماهيرية صغيرة مخلصة، فإن الإصدار الأصلي على جهاز Super Famicom لم يحظَ بالانتشار المطلوب، ولم يحقق شهرة عالمية، وظل حصرًا داخل السوق اليابانية في ذلك الوقت، دون أن تصدر نسخة عالمية له.
Torneko’s Great Adventure (1993)
أصول سلسلة Mystery Dungeon
Torneko’s Great Adventure
نوع اللعبة: تقمص أدوار
استكشاف زنزانات
أسلوب لعب Roguelike
الأنظمة: Super Famicom
تاريخ الإصدار: 19 سبتمبر 1993
المطور: Chunsoft
الناشر: Chunsoft
Torneko’s Great Adventure كانت أول لعبة فرعية تصدر ضمن سلسلة Dragon Quest، وهي في الوقت نفسه أول لعبة تمثل بداية سلسلة Mystery Dungeon الشهيرة. بخلاف الأسلوب المعتاد في Dragon Quest القائم على القتال بالأدوار، هذه اللعبة اعتمدت على أسلوب لعب مختلف يركّز على استكشاف الزنزانات والاشتباك اللحظي، مما منحها طابعًا مميزًا وفريدًا عن بقية السلسلة الأصلية.
تدور أحداث اللعبة حول شخصية Torneko من Dragon Quest 4، وهو تاجر بسيط يحلم بامتلاك أفضل متجر في العالم. ومن أجل تحقيق هذا الحلم، يقرر Torneko خوض مغامرة كبرى، يستكشف خلالها زنزانات Mystery Dungeon باحثًا عن عناصر وأغراض مختلفة ليجمعها ويستخدمها في متجره المرتقب. وقد أضفى هذا الجانب من القصة طابعًا إنسانيًا وعاطفيًا على اللعبة، ما جعلها محبوبة لدى جمهورها الياباني.
عند صدورها، تميزت اللعبة بأسلوب جديد غير مسبوق في ألعاب Dragon Quest، حيث جمعت بين التحدي والعمق الاستراتيجي الذي يتطلبه نمط الـRoguelike، وهو ما جعلها تحظى بقاعدة جماهيرية واسعة داخل اليابان. لاحقًا، تم تطوير نسخة مخصصة لأمريكا الشمالية من اللعبة، لكن للأسف لم يتم إطلاقها أبدًا، وبقيت اللعبة حتى اليوم حصرية لجمهور اليابان فقط.
Dragon Quest Monsters: Caravan Heart (2003)
إصدار ساحر على جهاز GBA لسلسلة فرعية شهيرة.
لعبة Dragon Quest Monsters: Caravan Heart التي صدرت بتاريخ 29 مارس 2003 على جهاز Game Boy Advance، تُعد ثالث إصدار في سلسلة الألعاب الفرعية الشهيرة Dragon Quest Monsters، وهي لعبة تقمص أدوار (RPG) تعتمد على نظام القتال بالتناوب، وتتميز بعناصر استكشاف وترويض الوحوش. هذه اللعبة كانت الأولى في سلسلة “Monsters” التي لم تصدر خارج اليابان مطلقًا، مما يجعلها واحدة من الألعاب الحصرية التي لم يرها جمهور اللاعبين العالمي رسميًا.
تدور أحداث اللعبة حول الشخصية Kiefer من لعبة Dragon Quest VII، حيث يُسحب فجأة إلى عالم يُعرف باسم Torland. هناك، يلتقي بقائد قافلة يُدعى Luin، ويقوم بإنقاذه من مأزق، مما يدفعه للانضمام إلى قافلته في رحلة طويلة عبر العالم. الهدف الأساسي من هذه الرحلة هو البحث عن كرات لوتو (Orbs of Loto)، وهي عناصر ذات أهمية خاصة في عالم اللعبة وترتبط بأسطورة عريقة داخل سلسلة Dragon Quest.
أثناء المغامرة، يسافر اللاعب عبر الأراضي الواسعة مع القافلة، ويتعامل مع معارك ضد وحوش متنوعة يمكن ترويضها وإضافتها إلى الفريق. أسلوب اللعب يدمج بين القتال التقليدي وتطوير الوحوش، إلى جانب التركيز الكبير على عنصر “القافلة”، وهو ما يُميز هذه اللعبة عن الإصدارات الأخرى في السلسلة الرئيسية. يجب على اللاعب إدارة أعضاء القافلة، وتوزيع المهام، وجمع الموارد، وتجنيد وحدات بشرية ووحوش للمساعدة في الرحلة، مما يضفي عمقًا استراتيجيًا غير مألوف على السلسلة.
بالرغم من النجاح الكبير الذي حققته اللعبة في اليابان، سواء من حيث المبيعات أو ردود فعل اللاعبين، فإنها لم تحظَ بترجمة رسمية أو إصدار عالمي، وبقيت محصورة فقط داخل السوق الياباني. وهذا ما جعل Dragon Quest Monsters: Caravan Heart واحدة من أروع وأهم الألعاب اليابانية التي بقيت طي النسيان بالنسبة لجمهور اللاعبين في بقية أنحاء العالم، وتُعتبر اليوم من “الجواهر المفقودة” في مكتبة ألعاب Nintendo.
