شهد العالم أزمة تقنية غير مسبوقة إثر خلل في تحديث برمجي أمني لشركة كراود سترايك، مما أدى إلى انهيار أجهزة ويندوز على نطاق واسع. وتسعى مايكروسوفت حاليًا جاهدة لاحتواء الأضرار الناجمة عن هذا الحادث.
وفي تطور مثير للقلق، يتطلب إصلاح هذا الخلل تدخلًا مباشرًا من متخصصي تقنية المعلومات، الذين قد يضطرون لإعادة تشغيل الأجهزة المتضررة عدة مرات. وقد أفادت مايكروسوفت في بيان لها أن بعض العملاء اضطروا لإعادة التشغيل حتى 15 مرة، مؤكدة أن هذا الإجراء يعد خطوة فعالة لحل المشكلة في هذه المرحلة.
تسبب خلل تحديث كراود سترايك في اضطرابات واسعة النطاق شملت قطاعات حيوية مثل المستشفيات والبنوك والمطارات. كما أدى إلى إلغاء آلاف الرحلات الجوية حول العالم، مما ترك العديد من المسافرين عالقين. وفي أستراليا، تعطّل بث شبكة تلفزيونية بأكملها بسبب هذا العطل.
وفي محاولة لمعالجة المشكلة، نصحت مايكروسوفت الخبراء بحذف ملف معين لمنع ظهور «الشاشة الزرقاء للموت»، وهي شاشة خطأ حرجة تشير إلى انهيار النظام بأكمله.
كما أكدت الشركة أن كراود سترايك سحبت التحديث المُسبب للمشكلة، داعية العملاء الذين ما زالوا يواجهون صعوبات للتواصل مع كراود سترايك للحصول على مساعدة إضافية.
ومن المفارقات أن برنامج الأمن السيبراني المصمم لمنع الاختراقات هو الذي تسبب في الكارثة العالمية. فبرنامج فالكون من شركة كراود سترايك يتمتع بامتيازات عميقة في أجهزة ويندوز، مما يمنحه أدوات قوية لصد الهجمات.
لكن هذه الامتيازات نفسها تعني أنه عندما يحدث خطأ ما، فقد يؤدي ذلك إلى تعطيل أنظمة بأكملها، وهو ما يعتبر «سيناريو أسوأ الحالات».
وفي ظل هذه الأزمة، شهدت أسهم كراود سترايك انخفاضًا حادًا تجاوز 15% في التداولات المبكرة يوم الجمعة، مسجلة أكبر خسارة لها منذ عام 2022.
ذو صلة > رئيس كراود سترايك يظهر متوترًا على التلفاز بعد الخلل التقني الهائل الذي سببته الشركة
