قصة معرض E3 من البداية حتى النهاية – الجزء الثاني
نستكمل مقالتنا:
ساحة معركة حرب أجهزة الكونسول:
منذ تلك اللحظة، أصبح معرض E3 عرينًا للمعارك بين المنصات، حيث تنافست الشركات المصنعة للأجهزة الرئيسية في وسط مدينة لوس أنجلوس.
يستذكر المدير التنفيذي السابق لشركات EA وسيجا وإكس بوكس Peter Moore قائلًا: “كان معرض E3 هو ساحة المعركة لحرب أجهزة الكونسول. السؤال عن مَن فاز في E3 كان دائمًا ما يثير فضول الناس. مَن قدّم أفضل المؤتمرات الصحفية؟ مَن كان لديه المحتوى الأكثر جاذبية؟ مَن جذب أكبر حشود؟ كانت المنافسة شديدة للحصول على موقع القيادة في صناعة تنمو بشكل كبير. كان معرض E3 هو ساحة المعركة وأيضًا اللوحة التي رسمنا عليها صناعتنا”.
أول تجربة لـMoore في حرب الأجهزة كانت عندما تنافس جهاز Sega Dreamcast وجهًا لوجه مع بلاي ستيشن 2، وكانت مواجهة قاسية.
يشرح Moore: “معركتي مع بلاي ستيشن تعود إلى أيام سيجا، عندما كانت سوني تبث الخوف وعدم اليقين والشك في عقول اللاعبين. انظر إلى Kessen وThe Bouncer. كانت تلك ألعاب PS2 التي تنافست معنا. كانت عبارة عن عروض سينمائية. لم تكن بالتأكيد لقطات لعب فعلية، وربما لم تكن حتى داخل محركها. حتى بعد 24 عامًا، لا زلت أتذكر تلك الألعاب. كنت حينها شخصًا عاديًّا. كنت مجرد شخص من شركة Reebok تم إدخاله إلى صناعة الألعاب. وكنتُ أفكر: لا يمكن أن تبدو تلك الألعاب هكذا. في تلك الأيام، كان يمكنك التلاعب لأن وسائل الإعلام والجهات الرقابية كانت أقل تدقيقًا. الآن تدخلت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) لتطلب من الناس أن يكونوا صادقين فيما يعرضونه. لكن في الأيام الخوالي، كان الوضع أشبه بالغرب المتوحش، كان يتعلق بما يمكنك التلاعب به وجعل اللاعبين يصدقون أنك تعرض لهم ألعابًا حقيقية”.
حصل Moore على فرصة ثانية لمواجهة بلاي ستيشن عندما انتقل إلى مايكروسوفت وأطلق إكس بوكس 360، وهذه المرة كان مستعدًا.
قال Moore: “حاولوا إثارة الخوف والشك معنا باستخدام PS3، لكن ذلك لم ينجح. كانت الأسعار غير مناسبة… واجهنا تحديات، مثل مشكلة ‘حلقة الموت الحمراء Red Ring of Death’، لكننا تجاوزناهم. كانت معركة حقيقية. إذا عدت ورأيتني وأنا أظهر وشم Halo 2، أو لاحقًا وشم GTA 4… كنت أستفز بلاي ستيشن ببعض العدوانية الواضحة. قدمت بلاي ستيشن إعلانًا دعائيًّا لـKillzone وكان مجرد هراء، وكنا نعلم ذلك. كانوا يعلمون أنهم بحاجة إلى رد قوي لأننا كنا متقدمين عليهم في إطلاق إكس بوكس 360. لذا قاموا بإنشاء فيلم وألمحوا إلى أن هذه هي الطريقة التي ستبدو بها اللعبة، وهو ما لم يكن صحيحًا بالطبع”.
كانت حقبة PS3 نقطة ضعف في تاريخ سوني في معرض E3. شون لايدن Shawn Layden، الذي شغل العديد من المناصب القيادية في بلاي ستيشن، يستذكر الحدث الصحفي الكارثي لـPS3 في عام 2006 قائلًا: “كنا نُعِدُّ المسرح، وفجأة انهار كل شيء. كان لدينا مهندسون هناك، وكنا نعيد تشغيل النظام، ونُحَدِّث الكود في الوقت الفعلي للتأكد من أن كل شيء يعمل. انتهى بنا الأمر بجعل الناس ينتظرون لأكثر من ساعتين في حرارة جنوب كاليفورنيا من أجل المؤتمر الصحفي لبلاي ستيشن 3، لأننا لم نتمكن من تثبيت الكود على المسرح. ثم في وقت لاحق عندما أعلنّا أن بلاي ستيشن 3 سيكون متاحًا بسعر منخفض قدره 599 دولارًا للإصدار الذي بسعة 60 جيجابايت، تردد صوت التذمر الضخم في القاعة. لدي الكثير من الذكريات الصعبة حول سنوات PS3 في E3”.
فصلت نينتندو نفسها إلى حد كبير عن حرب الأجهزة في هذه الأيام، لكنها بالتأكيد استمتعت بتفوقها على منافسيها في E3. وبينما كان عام 2006 حدثًا للنسيان بالنسبة لسوني، كان على العكس تمامًا بالنسبة لنينتندو.
يتذكر Rob Matthews الذي كان رئيس تسويق المستهلكين في نينتندو في ذلك الوقت: “كنا نطلق جهاز Wii ولم نكن نعرف كيف ستسير الأمور. كان الطريقة الرئيسية للدخول إلى قاعة E3 تعني أن الناس كان عليهم المرور بجناح سوني للوصول إلى جناحنا. كنت هناك في الطابق العلوي عندما فتحت الأبواب، وتذكرت مجموعة من الناس يركضون عبر جناح سوني للوصول إلى الصف لتجربة Wii لأول مرة. وقلتُ لنفسي: واو. لدينا شيء مميز هنا”.
تتفق معه Perrin Kaplan -التي كانت نائب رئيس التسويق والشؤون المؤسسية في نينتندو وتدير الآن وكالة العلاقات العامة Zebra Partners- قائلة: “كان جناحانا بجانب بعضهما بعضًا، والناس كانوا يقطعون الطريق. كان لدينا صف طويل ملتف مرتين حول ما كان جناحًا كبيرًا جدًّا. [جهاز Wii] كان مؤثرًا بشكل كبير على الصناعة وكان من الرائع أن نكون جزءًا من ذلك”.
كان معرض E3 تنافسيًّا. المنافسون يسخرون من بعضهم علانية (مَن يمكنه نسيان فيديو سوني الذي يسخر من خيارات مشاركة ألعاب جهاز Xbox One في عام 2013؟)، وكانت هناك قصص عن التخريب. وظهرت تلك التنافسية في قاعات E3، حيث كانت نينتندو وبلاي ستيشن وإكس بوكس بجانب بعضهم بعضًا.
يقول Matthews الذي غادر لاحقًا نينتندو للانضمام إلى إكس بوكس وكان مسؤولًا عن جهود الشركة في E3: “كان رائعًا عندما كانت الشركات الثلاث الكبرى كلها في نفس القاعة معًا. كان ذلك يبقينا جميعًا على أهبة الاستعداد. كان إكس بوكس دائمًا بجانب سوني. أتذكر جدارنا الأخضر اللامع بجانب جدارهم الأزرق اللامع. وهناك تلك الصورة الشهيرة للممر حيث تواجه الشعارين. كنا أصدقاء وأعداء في نفس الوقت خلال كل هذا الجهد. كنا نفعل شيئًا من أجل القضية الأكبر لألعاب الفيديو حول العالم. ليتك نظرت إلى العلامات التجارية الأصغر، والشركات المصنعة للإكسسوارات والشركات التي لن تكون قادرة على ترك بصمة في تسويقها لولا قيام الشركات الكبرى الثلاث أو الأربع بعرضهم على المسرح… كنا نتنافس بشدة مع بعضنا طوال العام، لكننا أيضًا كنا ندرك أننا جميعًا في نفس الصناعة الصغيرة ونقوم بشيء مميز”.