مع تزايد الطلب على السيارات الكهربائية في السنوات الأخيرة، أصبح تطوير بطاريات أكثر كفاءة وقدرة على الشحن السريع أولوية قصوى لشركات صناعة البطاريات العملاقة. وفي هذا السياق، أعلنت شركة سامسونج SDI، إحدى كبرى شركات صناعة البطاريات في العالم، عن تقنيات جديدة متطورة في مجال بطاريات السيارات الكهربائية.
في معرض مؤتمر السيارات الكهربائية الـ37 المنعقد هذا الأسبوع في العاصمة سيول، كشفت الشركة الكورية عن بطارية سريعة الشحن بشكل استثنائي، حيث يمكنها الوصول إلى 80% من سعتها القصوى في غضون 9 دقائق فقط، متوقعة أن تدخل هذه البطارية خطوط الإنتاج في عام 2026.
كما عرضت بطارية أخرى متينة طويلة الأمد، يُنتظر أن تبدأ إنتاجها في عام 2029، حيث تم تصميمها للعمل بكفاءة لمدة 20 عامًا.
بالإضافة إلى ذلك، استعرضت الشركة بطارية حالة صلبة بدون أنود، ذات كثافة 900 واط ساعة لكل لتر، وهي تخطط للبدء في إنتاجها بشكل تجاري في عام 2027.
وتعتبر بطاريات الحالة الصلبة خطوة كبيرة إلى الأمام مقارنةً ببطاريات أيون الليثيوم، حيث تتميز بكثافة طاقة أعلى وقدرة شحن أسرع، إلى جانب مستوى أمان أفضل حيث تكون أقل عرضة لاشتعال النيران.
ذو صلة > باحثون في كورنيل يطورون بطارية كهربائية سريعة الشحن في 5 دقائق
من جهة أخرى، تعمل سامسونج على تقليل احتمالية اشتعال منتجاتها من خلال استخدام فتحات لتصريف الحرارة والغازات، مما يقلل من مخاطر الاشتعال الحراري في حالات الحوادث أو الحرائق.
كما تشمل المعروضات أيضًا بطاريات جديدة بقطر 46-phi، إلى جانب مفهوم «خلية لحزمة» يزيد من كثافة الطاقة ويقلل التكلفة.
ووصفت الشركة الكورية التقنيات الجديدة بأنها «تقنية فائقة» ستكون رائدة في سوق السيارات الكهربائية العالمي المستقبلي.
وتأتي هذه الابتكارات في ظل أهمية تحسين أداء البطاريات لتعزيز التحول العالمي نحو السيارات الكهربائية، حيث تعمل العديد من الشركات على تطوير هذه التقنية.
يُشار إلى أن شركة تويوتا اليابانية لديها عدة مشاريع في مجال البطاريات، بما في ذلك شراكات مع شركة باناسونيك.
وتزعم تويوتا أنها على أهبة الاستعداد لإطلاق بطاريات الحالة الصلبة بمدى يصل إلى 1200 كيلومتر ووقت شحن 10 دقائق بحلول عام 2025. في حين زعمت شركة CATL الصينية في أغسطس الماضي أنها طورت بطارية فوسفات حديد الليثيوم قادرة على قطع مسافة 400 كيلومتر بعد الشحن لمدة 10 دقائق فقط، وعلى مدى 700 كيلومتر بعد الشحن الكامل.
إلا أن هناك مؤشرات على تراجع في نمو الطلب على السيارات الكهربائية، حيث أعلنت شركة تسلا مؤخرًا انخفاض مبيعاتها بنسبة 9% على أساس سنوي، وتراجع صافي أرباحها بنسبة 55%، فيما تخطط لتسريح أكثر من 10% من موظفيها حول العالم.
كما يعيق النمو الاقتصادي البطيء في الصين والتشبع بين المستخدمين المبكرين وانخفاض الإعانات الحكومية تبني السيارات الكهربائية.
