آخر الأخبار

دراسة: ألعاب الفيديو العنيفة قد تساعد في تخفيف الضغوط

لطالما أثار تأثير ألعاب الفيديو العنيفة على المجتمع والسلوكيات جدلاً واسعاً. ولكن ماذا لو أن هذه الألعاب، على عكس الاعتقاد السائد، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على اللاعبين؟ دراسة جديدة من جامعة لوكسمبورج تقلب الموازين وتشير إلى أن ممارسة ألعاب الفيديو العنيفة قد تساعد في تخفيف الضغوط عبر تقليل مستويات هرمون الكورتيزول، هرمون الإجهاد الطبيعي في الجسم.

قام الباحثون بتجميع 54 مشاركًا ذكرًا، تم تقسيمهم عشوائيًا للعب مقاطعًا قصيرة من لعبة Uncharted 4: A Thief’s End إما بنمط عنيف أو غير عنيف. قبل اللعب وبعده مباشرة وبعد مرور 20 دقيقة، تم أخذ عينات من لعاب المشاركين لتقييم مستويات الكورتيزول.

أظهرت النتائج انخفاضًا ملحوظًا في مستويات الكورتيزول لدى من لعبوا بالنمط العنيف من Uncharted 4 فور الانتهاء من اللعب، واستمر هذا الاتجاه الانحداري لمدة 20 دقيقة إضافية. أما بعض المشاركين الذين لعبوا بالنمط غير العنيف، فقد سجلت عيناتهم ارتفاعًا مؤقتًا في الكورتيزول مباشرة بعد اللعب.

تتجاوز التأثيرات مجرد الإجهاد

لم تكتفِ الدراسة بتقييم الإجهاد، بل بحثت أيضًا في الارتباط المحتمل بين ألعاب الفيديو العنيفة والنزعة نحو العنف في الحياة الواقعية.

تم استخدام استبيان Dark Tetrad ومختبر الترابط الضمني (IAT) لتقييم السمات الشخصية مثل النرجسية والمكيافيلية والعدوانية قبل وبعد اللعب.

وتبين عدم وجود اختلاف كبير في نتائج هذه الاختبارات بين المجموعتين، مما يشير إلى أن ألعاب الفيديو العنيفة قد لا تجعل اللاعبين أكثر عنفًا كما يُردد كثيرًا.

قد يهمك > المفهوم الخاطئ للألعاب الإلكترونية

أهمية البحث والاتجاهات المستقبلية

يعترف مؤلف الدراسة، غاري ويغنير، بالصورة السلبية الشائعة لألعاب الفيديو العنيفة. ويؤكد أنه بدأ البحث في هذا المجال بسبب التناقضات الواضحة في النتائج العلمية، وبسبب تصوير الإعلام لهذه الألعاب بطريقة لا تعكس النقاش الدائر حول تأثيراتها.

يشير ويغنير وزملاؤه إلى أن التأثير المُريح لألعاب الفيديو العنيفة قد يختلف بناءً على شخصية اللاعب واحتياجاته النفسية. كما يدعون إلى ضرورة تجاوز نماذج السبب والنتيجة البسيطة في دراسات التأثيرات النفسية لألعاب الفيديو، مع الأخذ بعين الاعتبار مجموعة أوسع من الآليات المؤثرة.

في ظل استمرار النقاش حول تأثير ألعاب الفيديو العنيفة، تقدم هذه الدراسة نظرة جديدة ومشجعة، وتفتح الباب أمام مزيد من البحث لفهم العلاقة المعقدة بين هذه الألعاب والسلوكيات والمستويات العقلية والبدنية للاعبين.

المصدر

إقرأ من المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى