يختبر تطبيق تيك توك حاليًا ميزة تتيح رفع مقاطع فيديو تصل مدتها إلى 60 دقيقة. وقد أكدت الشركة لموقع تك كرانش أن هذه الميزة متاحة حاليًا لعدد محدود من المستخدمين، ولا توجد خطط فورية لتعميمها على نطاق واسع.
تأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من التحديثات التي شهدها التطبيق في الفترة الأخيرة، حيث بدأ تيك توك بزيادة طول الفيديوهات المتاحة تدريجيًا.
ففي يناير، سمح التطبيق لبعض المبدعين برفع مقاطع فيديو تصل مدتها إلى 30 دقيقة، بينما يمكن حاليًا لجميع المستخدمين رفع محتوى يصل إلى 10 دقائق.
كما يتمتع المبدعون الذين يقدمون اشتراكات بإمكانية رفع فيديوهات تصل إلى 20 دقيقة.
ومن الجدير بالذكر أن تيك توك، الذي أطلق ثورة محتوى الفيديو القصير العمودي، بدأ مؤخرًا في تبني محتوى فيديو أطول يشبه إلى حد كبير ما يتم عرضه على منصة يوتيوب.
وفي وقت سابق من هذا العام، تلقى بعض المبدعين على تيك توك إشعارات تفيد بأن محتواهم سيحصل على تعزيز إذا قاموا بمشاركة مقاطع أفقية بدلاً من العمودية.
من خلال هذه التحديثات، يسعى تيك توك إلى تعزيز برنامج تحقيق الدخل من المحتوى، حيث يتطلب الآن من المبدعين مشاركة فيديوهات تزيد مدتها عن دقيقة للتأهل لهذا البرنامج.
وفي ظل المنافسة المتزايدة، حيث تحاول العديد من الشركات مثل ميتا ويوتيوب وحتى لينكدإن إضافة خصائص الفيديو القصير إلى منصاتها، يضاعف تيك توك جهوده للتركيز على المحتوى الطويل والبث المباشر، وهما شكلان من المحتوى تشتهر بهما منصات أخرى مثل يوتيوب أو تويتش.
وقد استضاف التطبيق العديد من الأحداث المباشرة، بما في ذلك مسابقة موسيقية العام الماضي، في محاولة لتعزيز تفاعل المستخدمين وزيادة عدد مرات المشاهدة.
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي يحاول فيه تيك توك مواجهة التحديات القانونية والتنظيمية في عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث يُنظر إلى المنصة بعين القلق بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية والأمان.
ومع ذلك، يبدو أن التطبيق يواصل النمو والتوسع، مستفيدًا من شعبيته المتزايدة بين الشباب.
كما يعمل تيك توك على تحسين خوارزميات التوصية لديه لتعزيز تجربة المستخدم، مما يتيح للمستخدمين العثور على محتوى أكثر تنوعًا والتفاعل مع منشئي المحتوى من جميع أنحاء العالم.
وكجزء من هذه الجهود، يقوم التطبيق أيضًا بتحديث سياساته بانتظام لمكافحة المحتوى الضار والمضلل.
مع هذه التحديثات الجديدة والتوجه نحو محتوى فيديو أطول، يبدو أن تيك توك لا يحاول فقط الاحتفاظ بقاعدة مستخدميه الحالية ولكن أيضًا جذب جمهور أوسع قد يُفضّل استهلاك محتوى أطول يشبه التلفزيون أو الأفلام.
سيكون من المثير للاهتمام مراقبة كيفية تأثير هذه الاستراتيجيات على حصة السوق العالمية لـ تيك توك في مواجهة المنافسين الكبار مثل يوتيوب وإنستقرام.
اقتراحات المُحرر
