ترتيب أبطال جراند حسب أخلاقهم – من الأكثر شرفاً؟ | الجزء الثالث

كل لعبة في سلسلة جراند ثفت أوتو تضعك في دور شخصية تثير القشعريرة… فأنت لا تقود فارسًا نبيلًا يُحارب لأجل العدالة، بل مجرمًا لا يضيّع وقته إلا في السلب والقتل. في هذا العالم، البطولة هي جريمة متقنة، والشرف مجرد تفصيلة تُدفن تحت عجلات السيارة.
لذلك، إليكم في هذا المقال تصنيفاً شاملاً لأبطال GTA من الأكثر قسوة إلى من يمكن اعتباره – بتسامح شديد – أكثرهم شرفًا. وسنتابع في هذا الجزء ما بدأنا بالجزء الأول والثاني.
ملاحظة: الترتيب هو من الأكثر قسوة وعنفاً حتى الأكثر شرفاً ورحمةً.
المركز 4: Franklin Clinton من جي تي ايه 5
في عالم GTA V المليء بالفوضى، يُشعرك التحكم بـ Franklin Clinton وكأنك تقود شخصًا لا ينتمي لهذا الجنون. فهو ليس عنيفًا بطبعه، بل دخل عالم الجريمة بدافع الحاجة، لا الشغف. المال هو هدفه، لا الدماء.
الولاء قبل الفوضى
فرانكلين يُظهر جانبًا إنسانيًا نادرًا بين أبطال السلسلة:
– يُنقذ مايكل من الأسر.
– يُخاطر بحياته لإنقاذ لامار من كمين قاتل.
– يُساعد أصدقاءه القدامى في أعمالهم البسيطة مثل سحب السيارات.
هذه التصرفات تُظهره كشخص يُقدّر الصداقة والوفاء، حتى وسط عالمٍ لا يعرف الرحمة.
الاغتيالات… نقطة سوداء في سجله
رغم كل ذلك، تبقى مهام الاغتيال التي يُنفذها لصالح ليستر نقطة جدلية. فقتل رجال الشرطة في مواجهات مسلحة أمرٌ معتاد في GTA، لكن قتل أشخاصٍ غافلين مقابل المال يُلقي بظلالٍ أخلاقية على شخصية فرانكلين، ويُظهر جانبًا أكثر غموضًا في دوافعه.
المركز 3: Johnny Klebitz من Grand Theft Auto 4: The Lost And Damned
في The Lost and Damned، يُقدَّم Johnny Klebitz كواحد من أكثر شخصيات GTA إنسانيةً رغم خلفيته الإجرامية. هو ليس مجرمًا بالولادة، بل رجلٌ يسعى للحفاظ على **أخوّة الدراجة النارية** أكثر من سعيه وراء المال أو السلطة.
الولاء قبل الجريمة
جوني لا ينخرط في الجريمة بدافع الشغف، بل كوسيلة للبقاء. هو وفيّ لإخوانه في عصابة The Lost MC، ويُظهر ترددًا واضحًا في القتل، خصوصًا عندما لا يكون هناك مبرر أخلاقي. حتى في حالات الخيانة، يتردد قبل أن يُنهي حياة أحدهم، مما يُظهر صراعًا داخليًا نادرًا في عالم GTA.
القتل… عبء لا رغبة
رغم أنه يقتل، إلا أن جوني يُظهر علامات الندم والتساؤل حول جدوى بعض الجرائم. هذا يُميّزه عن شخصيات مثل تريفور أو كلود، الذين يقتلون بلا تردد. جوني يُجسّد شخصية **”المجرم المتردد”**، الذي لا يسعى للفوضى بل يُجبر عليها.
نهاية مأساوية لرجلٍ حاول الإصلاح
ورغم كل محاولاته للحفاظ على العصابة وتجنّب التصعيد، تنتهي قصة جوني بطريقة مأساوية على يد تريفور في GTA V، في مشهدٍ يُجسّد كيف يُمكن أن تُسحق المبادئ في عالمٍ لا يرحم.
المركز 2: Luis Lopez من Grand Theft Auto 4: The Ballad Of Gay Tony
في The Ballad of Gay Tony، يُجسّد Luis Lopez شخصيةً فريدة في عالم GTA: رجلٌ لا يسعى للفوضى، بل يُجبر عليها. حياته تدور حول حماية من يحب، سواءً كان توني برينس، مدير النوادي الليلية، أو عائلته التي يُحاول دعمها ماليًا.
الولاء قبل الجريمة
لويس لا يُظهر شغفًا بالقتل أو السرقة، بل يُنفّذ ما يُطلب منه كجزء من واقعٍ مفروض عليه. هو أشبه بـ”العضو المحترف في عالم الجريمة”، لا “المجرم المتعطش للدماء”. يُقاتل عندما يُضطر، ويُنفّذ المهام الصعبة دون أن يُظهر ندمًا واضحًا… لكنه لا يُبادر بالأذى، ولا يُخون من حوله.
رجل النوادي… لا رجل العصابات
بعيدًا عن المهام، يعيش لويس حياةً شبه طبيعية: يسهر، يرقص، يُغازل، ويُحاول الحفاظ على توازنٍ بين عالم الجريمة وعالمه الشخصي. هذه الازدواجية تُضفي عليه طابعًا إنسانيًا، وتجعله من أكثر شخصيات GTA قربًا من الواقع.
لكن لا تنخدع… فهو قادر على الفوضى
رغم هدوئه الظاهري، لويس يُنفّذ مهامًا عنيفة مثل تفجير قطارات، إسقاط طائرات، وحتى رمي أحدهم من ناطحة سحاب. لكنه يفعل ذلك كجزء من اللعبة، لا بدافع شخصي. إنه شخصية رمادية… لا ملاك، ولا شيطان.
المركز 1: Victor Vance من Grand Theft Auto: Vice City Stories
في عالم Vice City Stories، يُعد Victor Vance استثناءً نادرًا بين أبطال GTA. لم يكن يسعى وراء الفوضى أو السلطة، بل كان جنديًا بسيطًا يحاول تأمين حياة كريمة لعائلته، خصوصًا شقيقه المريض. رفض تجارة المخدرات بشدة، وعبّر عن ذلك صراحةً، معتبرًا أنها “مصدر للمشاكل”.
الضغط أقوى من المبادئ
لكن الحياة لا تُعطي خيارات سهلة. بين خيانة رؤسائه في الجيش، وضغوط العصابات، وحاجته الماسة للمال، وجد فيكتور نفسه يُجبر على دخول عالم الجريمة. بدأ بتنفيذ مهام صغيرة، ثم شيئًا فشيئًا بنى إمبراطورية إجرامية مع شقيقه لانس، رغم أنه لم يكن مرتاحًا لذلك أبدًا.
مجرم؟ نعم. قاتل؟ أحيانًا. إنسان؟ دائمًا
فيكتور ارتكب جرائم، لا شك في ذلك — من القتل إلى التهريب إلى إدارة شبكات غير قانونية. لكنه لم يكن ساديًا، ولم يكن يستمتع بالعنف. بل كان يُظهر ترددًا، وندمًا، وحتى غضبًا من تصرفات من حوله. علاقته العاطفية بـ لويز كاسيدي، وحرصه على حماية من يحب، أظهرت جانبًا إنسانيًا نادرًا في سلسلة GTA.
أكثر شرفًا من كثيرين… وإن لم يكن قديسًا
رغم أنه ليس “أطيب رجل عاش على وجه الأرض”، إلا أن فيكتور يُعتبر أكثر شرفًا ورحمة من كثير من أبطال السلسلة الذين يقتلون بلا سبب، ويخونون بلا ندم. هو شخصية معقدة، متناقضة، لكنها تحمل بذور الإنسانية وسط عالمٍ لا يعرف الرحمة.