ترتيب أبطال جراند حسب أخلاقهم – من الأكثر قسوة؟

كل لعبة في سلسلة جراند ثفت أوتو تضعك في دور شخصية تثير القشعريرة… فأنت لا تقود فارسًا نبيلًا يُحارب لأجل العدالة، بل مجرمًا لا يضيّع وقته إلا في السلب والقتل. في هذا العالم، البطولة هي جريمة متقنة، والشرف مجرد تفصيلة تُدفن تحت عجلات السيارة.
لكن ليسوا جميعًا شياطين بنفس الشكل
رغم أنهم جميعًا ينتمون إلى عالم الجريمة، إلا أن لكل منهم دافع، ورؤية، وجرعة من الجنون الخاص به. بعضهم يتنفس الشر، والبعض الآخر يرتكب الجرائم وكأنها ضريبة وجوده في هذا الكون الملتوي.
لذلك، إليكم في هذا المقال تصنيفاً شاملاً لأبطال GTA من الأكثر قسوة إلى من يمكن اعتباره – بتسامح شديد – أكثرهم شرفًا. ولكن بالطبع هنالك استثناءات بلا ملامح، فأبطال أول جزأين من السلسلة، وكذلك “GTA Advance”، لم يتم إدراجهم في هذا المقال، ببساطة لأن شخصياتهم غير واضحة بما يكفي للحكم على أخلاقياتهم… أو لعلهم كانوا مجرد أدوات تنفيذ بلا روح.
ملاحظة: الترتيب هو من الأكثر قسوة وعنفاً حتى الأكثر شرفاً ورحمةً.
المركز 12: Trevor Phillips من جراند 5
إذا كنا نتحدث عن الأخلاق، فـ تريفور يقبع في القاع بكل استحقاق. في الواقع، هناك أشرار في عالم GTA لا يبلغون مستوى الشر الذي يغوص فيه هذا الرجل. يقتل من يشاء، متى ما شاء، حتى لو كان الذنب بسيطًا. مثال؟ سحق “جوني” حتى الموت فقط لأنه لم يوافق على أن يتقاسم تريفور حبيبته معه… بكل بساطة وبشاعة.
التعذيب؟ مجرد متعة عابرة
وكأن القتل لا يكفي، ففي إحدى اللحظات، يُعذّب رجلًا ويبدو أنه يستمتع بذلك وكأنها رحلة ترفيهية. ومع ذلك، هناك نقطة لصالحه — فهو لا يخون أصدقاءه… لكنه لا يتوانى عن التنمر عليهم وإرهابهم أيضًا! علاقاته عبارة عن مزيج غريب من الولاء المشوه والهيمنة النفسية.
في المحصلة، تريفور ليس مجرد شخصية سيئة… إنه تجسيد للجنون المطلق، مغطى بقناع من الفكاهة السوداء، ما يجعله أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في تاريخ ألعاب الفيديو.
المركز 11: Toni Cipriani من Grand Theft Auto: Liberty City Stories
عادةً ما يُنظر إلى Toni Cipriani في Liberty City Stories على أنه مجرد رجل عصابات آخر في سلسلة GTA… شخصية غاضبة، تسعى وراء النفوذ، وتزيل من يقف في طريقها دون تردد. لكن الحقيقة أكثر ظلامًا مما تبدو في السطح. ففي مهمة Dead Meat، يكشف توني عن جانبٍ سادي يجعل جرائمه تتجاوز حدود المألوف حتى في عالم GTA المنحرف أصلًا.
جريمة لا تُمحى… ولا تُغتفر
في هذه المهمة، صاحب متجر اللحوم المحلي، Giovanni Casa، توقف عن دفع “المال الوقائي”، وأمه كانت تحبه. فقرر توني أن يرسل له رسالة… من النوع الذي يُكتب بالدم. لم يكتفِ بإطلاق النار عليه، بل قتله بفأس، ثم قطّع جسده وأرسل البقايا إلى متجره ليتم بيعها كمنتجات لحمية.
نعم… لقد جعل الرجل يُباع كوجبة غداء!
إنها لحظة خالدة في سجلات GTA، لا لأنها مثيرة… بل لأنها ربما أكثر تصرف وحشي ومقزز قام به بطل في السلسلة على الإطلاق.
المركز 10: Claude من GTA 3
إذا كانت الشخصيات في سلسلة GTA تتمايز بدرجة الجنون والانفجار، فـ Claude من GTA 3 يُمثل الوجه الآخر… وجه اللامبالاة المطلقة. لا يتحدث، لا يُعبّر عن رأي، ولا حتى يُظهر مشاعر. مجرد آلة بشرية لتنفيذ المهام مهما بلغت فظاعتها.
خلال اللعبة، يتلقى كلود أوامر من زعماء عصابات ومجرمين تطلب منه تنفيذ أعمال بشعة — قتل، تفجيرات، تصفية حسابات — وكل ما يفعله هو تحريك عضلاته والقيام بالمطلوب. لا تردد، لا شكوك، لا حتى نظرة استياء. إذا دفعت له، سيفعل ما تطلبه… حتى لو كان الأمر تقطيع شخص أمام عائلته.
لا أخلاق، لا مبادئ… مجرد تنفيذ للمهام القذرة
غياب الكلام لا يعني غموضًا ساحرًا، بل ربما يدل على فراغ أخلاقي. يبدو أن كلود لا يمتلك أي معيار للتمييز بين الخير والشر. هو الأداة المثالية للمهمات القذرة، ولعله لهذا السبب أصبح أحد أكثر شخصيات GTA إثارة للتفسير — هل هو ضحية النظام؟ أم تجسيد للبرود المطلق؟
المركز 9: Niko Bellic من GTA 4
من بين جميع شخصيات GTA، يُعد Niko Bellic واحدًا من أكثرهم تعقيدًا على الصعيد الأخلاقي. ليس مجرد قاتل مأجور أو مغامر مجنون، بل رجل يسير بين الرماد والغفران، حاملاً على ظهره ماضيًا مظلمًا لا يُفصح عنه بسهولة. تتحدث اللعبة ضمنيًا عن تورّطه في الإتجار بالبشر، ومع ذلك، لا تبدو معظم أفعاله عن رغبة، بل عن ضرورة قاتلة… وهذا ما يجعل نيكو حالة فريدة من نوعها.
بين الضمير والسلاح
في GTA 4 يحاول نيكو أن يطوي صفحة الماضي، أن يبدأ من جديد. لكن الحياة — أو بالأحرى ابن عمه رومان — تجذبه مجددًا نحو طريق الجريمة. ما يميز نيكو عن باقي الشخصيات أنه لا يمارس القتل كنوع من المتعة أو الهيمنة، بل يحمل في داخله ندمًا حقيقيًا يطفو على السطح كلما رأى وجهًا خائفًا أو قرأ ملامح الخسارة.
رغم قسوته، يُساعد العديد من الأشخاص خلال رحلته في Liberty City. يُقاتل من أجل من يحب، ويتخذ قرارات مؤلمة أحيانًا — بعضها في سبيل الحماية، وبعضها مدفوع بالانتقام. لهذا، لا يمكن وضع نيكو في خانة “الخبيث” أو “النبيل”، بل في خانة الإنسان المُعذب بماضيه، والممزق بين ما يريد فعله وما يُجبر على فعله.
سنكمل باقي الترتيب في الجزء المقبل..