العاب

العاب غيرت نوعها بالكامل أثناء التطوير – الجزء الثالث والأخير

نستكمل مقالتنا :

prey

كانت في الأصل لعبة صائد جوائز في عالم خيال علمي

ias

عندما كُشف لأول مرة عن prey 2 في عام 2011، بدا وكأنه مشروع واعد ومميز للغاية. كانت اللعبة تدور حول شخصية صائد جوائز يعمل في كوكب غريب يشبه عالم blade runner، مليء بالمجرمين والغرباء، وكان اللاعب سيطارد الهاربين عبر بيئة مفتوحة مليئة بالأبنية النيونية والمهمات الحرة. العرض الأولي أوحى بلعبة مليئة بالحركة والتنوع والخيارات التي تمنح اللاعب حرية حقيقية في أسلوب اللعب.

لكن بعد فترة قصيرة من الإعلان، ساد الصمت التام. لم تصدر أي أخبار أو تحديثات عن المشروع، ومع مرور السنوات بدأت الشكوك تحيط بمصيره. وفي النهاية، ظهر اسم prey مرة أخرى، لكن هذه المرة بشكل مختلف تمامًا.

بدلًا من استكمال مشروع prey 2 الأصلي، تم إعادة تصور اللعبة بالكامل على يد استوديو arkane، وتحولت إلى تجربة immersive sim متعمقة، أقرب إلى ألعاب bioshock وsystem shock. لم تعد اللعبة تتعلق بصيد الجوائز أو العالم المفتوح، بل ركزت على الاستكشاف والنجاة وسط محطة فضائية مليئة بالمخلوقات الغامضة والقدرات الخارقة.

رغم أن إصدار arkane نال إشادة واسعة بفضل تصميمه الذكي وأسلوب اللعب الغامر، إلا أن الكثير من عشاق الفكرة الأصلية ما زالوا يشعرون بالحسرة على مشروع prey 2 الذي لم يرَ النور أبدًا.

spore

كانت في الأصل محاكاة تطور صارمة وعلمية

عندما قدّم will wright أول عرض للعبة spore، بدا وكأننا على وشك الحصول على تجربة غير مسبوقة تحاكي رحلة الحياة الكاملة، بدءًا من كائن أحادي الخلية يتفاعل بيولوجيًا مع محيطه، وصولًا إلى حضارات تجوب الفضاء وتؤسس مستعمرات عبر الكواكب. العروض الأولية أظهرت محاكاة حقيقية لسلوك الخلايا، وارتكزت على مفاهيم علمية دقيقة تعكس مسار التطور البيولوجي والمعرفي للكائنات عبر ملايين السنين.

كان الجمهور يتوقع لعبة تدمج بين العلوم الطبيعية ونظم المحاكاة بعمق شديد، خاصة وأن wright هو مبتكر simcity وthe sims، وبالتالي فإن التوقعات كانت عالية من حيث الواقعية والتفصيل. كانت فكرة أن تتمكن من قيادة كائن من لحظة ظهوره في البرك الطينية إلى أن يصبح قائدًا لحضارة ناطقة تحمل أفكارًا ومعتقدات خاصة، فكرة مذهلة من حيث الطموح والابتكار، وجعلت من spore مشروعًا محاطًا بالإثارة.

لكن مع تقدم عملية التطوير، بدأت ملامح المشروع تتغير بشكل كبير. اختارت maxis وea تبني أسلوب أكثر تبسيطًا وودّية، حيث تم تحويل اللعبة إلى تجربة مرحة بطابع كرتوني، مع إزالة الكثير من التفاصيل البيولوجية الدقيقة التي كانت محور الفكرة الأصلية. جاءت هذه التعديلات لتجعل اللعبة أكثر جذبًا للجمهور العام، لكنها في المقابل فقدت جانبها العلمي والواقعي الذي كان يُنتظر أن يُحدث نقلة في نوع محاكاة الحياة.

وعندما صدرت اللعبة أخيرًا، أصبحت spore بمثابة صندوق رمل إبداعي يتيح للاعبين تصميم مخلوقات غريبة وتكوين عوالم خيالية دون قيود كثيرة، لكنها افتقدت العمق العلمي الذي وعدت به في البداية. وبينما أحب البعض أسلوبها المرِح وإمكاناتها البصرية المبتكرة، شعر آخرون بخيبة أمل تجاه التغيير الكبير في جوهر المشروع، معتبرين أنها تحولت من تجربة تعليمية طموحة إلى لعبة ترفيهية خفيفة.

Team Fortress 2

كانت في الأصل لعبة إطلاق نار عسكرية واقعية للغاية

تُعتبر Team Fortress 2 واحدة من أكثر الألعاب التي شهدت تحولًا جذريًا في تاريخ تطوير الألعاب. عندما تم الكشف عنها لأول مرة في عام 1999، كانت تطمح إلى أن تكون تجربة عسكرية واقعية بامتياز. اعتمدت النسخة الأولية على أسلوب جدي وقاتم في التصميم، مع أدوار عسكرية حقيقية، وأوامر صوتية عبر الراديو، ونظام رُتب للاعبين يحاكي ما يوجد في الجيوش النظامية. كانت الرسوميات تُشبه إلى حد كبير ألعاب مثل Counter-Strike، مع أزياء عسكرية مموهة وأجواء قتالية غارقة في الجدية.

فكرة اللعبة حينها كانت أن تُقدّم تجربة تكتيكية قائمة على التعاون بين أعضاء الفريق، حيث يؤدي كل فرد دورًا حيويًا في ساحة المعركة، مثل المهندس، القنّاص، أو المسعف، ضمن سيناريوهات قتال تحاكي الحروب الحقيقية. هذا الاتجاه في التصميم كان يُخاطب جمهور الألعاب العسكرية الواقعية الباحث عن التحدي والانغماس الكامل في أجواء المعارك.

لكن بعد هذا الإعلان، اختفت Valve عن الأنظار لفترة طويلة امتدت لعدة سنوات، مما جعل الكثيرين يعتقدون أن المشروع قد أُلغي أو تغيّر مساره تمامًا. وعندما عادت اللعبة للظهور أخيرًا في عام 2007، صُدم الجميع بالتحول الكلي في الرؤية، حيث خرجت Team Fortress 2 بحلّة كرتونية مرحة، مستخدمة أسلوب رسوميات أشبه بالرسوم المتحركة، مع شخصيات مبالغ في ملامحها وسلوكياتها، وتصاميم ألوان زاهية وغير معتادة في ألعاب التصويب.

رغم أن التغيير كان مفاجئًا، إلا أنه أثبت نجاحه على المدى البعيد. فقد أصبحت Team Fortress 2 واحدة من أكثر الألعاب تأثيرًا في تاريخ ألعاب التصويب الجماعية، وأسست لصيغة جديدة من ألعاب الأونلاين التي توازن بين المرح والتنافس، وقد مهدت الطريق لاحقًا لألعاب مثل Overwatch. هذا التحول من الواقعية الجادة إلى العبثية المنظمة لم يكن مجرد قرار فني، بل كان نقطة تحول استراتيجية صنعت هوية اللعبة الفريدة وخلّدت مكانتها في ذاكرة اللاعبين.

 

إقرأ من المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى