أكثر الألعاب المخيبة للآمال في عام 2025 حتى الآن (ج4 والأخير)

لقد شاهدنا الأفضل والأسوأ مما قدمه النصف الأول من عام 2025، ورغم ذلك، هناك بعض الإصدارات التي كانت تملك قدرًا كبيرًا من الإمكانيات، وقد تشكل تجربة ممتعة لفئة من اللاعبين الذين يدافعون عنها بشدة، فالرأي في النهاية مسألة ذاتية.
لكن لا يسعنا إلا أن نشعر بأن بعض الألعاب هذا العام كان من الممكن أن تقدم قيمة أكبر للاعبين، لكنها خيبت آمالنا في النهاية، حان الوقت للغوص في أكثر ألعاب 2025 خيبة للآمال، ولماذا شعرنا بذلك تجاهها.
Fatal Fury: City of the Wolves
بعد مرور 26 عامًا من الغياب، كان عشّاق سلسلة Fatal Fury في حالة ترقّب كبير لعودة واحدة من أشهر سلاسل ألعاب القتال التي قدمتها شركة SNK. ومع إطلاق العنوان الجديد، كانت التوقعات عالية جدًا، خاصة بعد أن تم الترويج للعبة بكونها تحمل آليات لعب جديدة مبتكرة ورسومًا بصرية محسّنة تضاهي العصر الحديث، وهو ما أعطى انطباعًا أوليًا إيجابيًا لدى الجمهور. فقد بدا وكأن اللعبة ستحقق نقلة نوعية في تجربة القتال ثنائي الأبعاد، وتعيد الأمجاد القديمة بأسلوب معاصر، وهو ما أثار حماسة الكثير من اللاعبين، سواء من المخضرمين الذين تربّوا على السلسلة الأصلية، أو من اللاعبين الجدد الباحثين عن تجربة قتال تقليدية بروح جديدة.
لكن للأسف، لم يتجاوز هذا الحماس المراحل الأولى من الإطلاق، إذ سرعان ما بدأت علامات الإحباط في الظهور. أحد أبرز أسباب ذلك تمثّل في طور الـ RPG المضاف، والذي كان يفتقر إلى الإبداع والمحتوى الجذاب، فجاء باهتًا ومحدودًا في تصميمه، مما جعله يبدو كإضافة غير ضرورية لا تتناسب مع جوهر اللعبة. كما أن قائمة الشخصيات القابلة للعب خلت من العديد من الأسماء القوية والمحبوبة التي كانت تُعدّ من ركائز السلسلة، وهو ما أدى إلى شعور بالنقص لدى اللاعبين، خاصة أولئك الذين كانوا يتطلعون لرؤية شخصياتهم المفضلة تعود بأبهى صورة.
وعلى الرغم من أن نظام القتال في اللعبة قد نال إعجاب الكثيرين، بفضل توازنه الجيد وتحدّيه للاعبين المبتدئين والمتمرسين على حدّ سواء، فإن ذلك لم يكن كافيًا لتغطية الإخفاقات الأخرى. فالتجربة، رغم ما فيها من جوانب قوية، بدت وكأنها غير مكتملة، وجاءت دون الطموحات التي سبقتها، مما جعل كثيرين يعتبرون هذا الإصدار فرصة ضائعة لإعادة إحياء سلسلة كانت تمتلك قاعدة جماهيرية واسعة وتاريخًا عريقًا في عالم ألعاب القتال.
FBC Firebreak
لعبة تصويب تعاونية تدور أحداثها في عالم Control كانت كافية لجذب اهتمامنا فورًا، خاصة أننا افترضنا تلقائيًا أنها ستكون تجربة ناجحة أخرى من استوديو Remedy Entertainment المعروف بإبداعه في تقديم تجارب قصصية مذهلة. ومع ذلك، لم يتمكن عنوان FBC Firebreak من الارتقاء إلى مستوى هذا الحماس، حيث سقط في فخ التكرار بسرعة، وفشل في استثمار عناصر الإلهام الغنية من عالم Control، باستثناء بعض اللحظات القليلة التي ذكّرتنا بأصله.
أحد أبرز الإخفاقات تمثّل في محدودية الأسلحة المتاحة، إذ لم تكن هناك تشكيلة متنوعة كافية تمنح اللاعبين حرية تكتيكية أو تجديدًا في أسلوب اللعب. كما أن البيئات كانت متشابهة بدرجة كبيرة، والأعداء يفتقرون إلى التنوع، مما جعل التجربة تفتقد إلى عنصر المفاجأة أو التحدي المتجدد. وعلى الرغم من أن أسلوب اللعب كان حيويًا ومليئًا بالحركة في بداياته، إلا أن ذلك سرعان ما فقد بريقه بعد الكشف عن نظام المكافآت والمواد القابلة للفتح، والذي تبيّن أنه يتطلب جهدًا مبالغًا فيه من الطحن، ما قد ينفّر اللاعب العادي من مواصلة اللعب لفترات طويلة.
ورغم هذه العيوب، لم تُغلق الأبواب بالكامل أمام اللعبة. فما زال لدى Remedy الفرصة لتقديم تحديثات وإصلاحات يمكن أن تعيد الحياة إلى هذا المشروع الذي يمتلك أساسًا مثيرًا ولكنه بحاجة إلى صقل جاد. بإعادة النظر في توازن المحتوى، وتقديم عناصر تنويع أكبر في المهام والأعداء والأسلحة، يمكن أن تتحول FBC Firebreak إلى تجربة تعاونية ممتعة تليق بعالم Control وبسمعة الاستوديو المطور.
MindsEye
كم تمنينا لو أن استوديو Build a Rocket Boy استطاع أن يقدّم هذه اللعبة بالشكل الذي يليق بتوقعاتنا العالية، وتوقعات مجتمع الألعاب بأكمله. لقد ظننا، ولو لوهلة، أن هذه اللعبة ستكون العنوان المثالي ليخفف من وطأة تأجيل إطلاق GTA 6، وكان ذلك الأمل كافيًا ليثير حماستنا. فعلى الورق، كانت اللعبة تملك كل مقومات النجاح: قصة مشوقة، وعالم مفتوح مبهر بصريًا، وتجربة طموحة تسعى إلى طمس الحدود بين الإنسان والآلة والذكاء الاصطناعي.
لكن للأسف، لم يلبي الواقع تلك الوعود الجميلة. فقد جاءت مدينة Redrock فارغة من الحياة، تعج بالشوارع الخالية والـ NPCs الذين لا يتفاعلون، ما جعل البيئة تفتقر لأي طابع ديناميكي أو واقعي. إضافة إلى ذلك، جاءت المهمات بتصميم رتيب ومكرّر، والقصة الأساسية لم تملك العمق أو التأثير الكافي لجذبنا، ناهيك عن عدد لا يُستهان به من الأخطاء التقنية والمشكلات البرمجية التي قوّضت التجربة بأكملها.
كنا نأمل أن نخرج من هذه التجربة بمشاعر مختلطة—مرارة الإخفاق ممزوجة بحلاوة الطموح—لكن الحقيقة أنها مالت بشكل شبه كامل إلى خيبة الأمل. MindsEye كانت تملك كل شيء لتكون واحدة من أبرز ألعاب العام، لكنها لم تقترب حتى من ذلك المستوى.