أسوأ الألعاب التي باعت ملايين النسخ (ج3)

هناك ألعاب تستحق فعلاً الثناء الذي تناله، وأخرى مظلومة للغاية وكان ينبغي أن تبيع نسخًا أكثر حتى من أكبر السلاسل. ثم هناك فئة من الألعاب التي باعت عددًا هائلًا من النسخ دون أي مبرر.
هذه الألعاب ليست بالضرورة الأسوأ على الإطلاق، لكنها بالتأكيد لا تستحق الأعداد الهائلة من النسخ التي باعتها، خاصة عند مقارنتها بجودة أسلوب اللعب وقيمة الترفيه التي تقدمها ألعاب أفضل بكثير.
6) Watch Dogs: Legion
- المبيعات: 5 ملايين نسخة
كان هذا الجزء من سلسلة Watch Dogs مخيبًا للآمال إلى حدٍّ كبير، لا سيّما بالنظر إلى جودة الجزئين الأول والثاني. إذ فقد هذا الإصدار هويّته بالكامل، وتخلّى عن العناصر التي كانت تُضفي عليه المتعة والتميّز، وذلك عندما استُبدلت الشخصيات المثيرة للاهتمام والحبكة القصصية الجذابة بنظام تجنيد سطحي يفتقر إلى العمق، يشبه إلى حد كبير النسخة الرخيصة من نظام Assassin’s Creed: Brotherhood.
غياب الشخصية الرئيسية القوية التي يمكن للاعبين الارتباط بها جعل من الصعب جدًا الشعور بالانخراط أو التفاعل مع مجريات اللعبة، خصوصًا في ظل عالمٍ باهتٍ يفتقر إلى الحيوية والابتكار. وقد استخدم هذا الجزء آليات لعب مألوفة استُقدمت من الأجزاء السابقة، لكنها قُدّمت هنا بجودة أقل وبدون تحسينات تُذكر.
نتيجة لذلك، لم تتمكن Watch Dogs: Legion من تقديم تجربة ممتعة أو مرضية، وأصبح من السهل تجاوزها لصالح العودة إلى الأجزاء السابقة التي نجحت في جذب اللاعبين من خلال شخصيات ذات طابع واضح، وعوالم نابضة بالحياة، وسيناريوهات تتيح تفاعلًا أعمق وأكثر تشويقًا، وبذلك يُعد هذا الجزء محاولة فاشلة لمواصلة السلسلة، تفتقر إلى روحها الأساسية التي أحبها اللاعبون في البداية.
5) Need for Speed (2015)
- المبيعات: 9.7 مليون نسخة
كان من الممكن أن يُدرج Need for Speed: Most Wanted (إصدار 2012) بسهولة ضمن أكثر الألعاب المحبطة، نظرًا لما مثّله من إساءة في حق النسخة الأصلية التي تُعدّ واحدة من أبرز ألعاب القيادة الكلاسيكية، إلا أن إعادة إطلاق سلسلة Need for Speed في عام 2015 كانت الأكثر استحقاقًا لهذا الوصف. فقد جاءت اللعبة بأسلوب بصري جذّاب يخلو تمامًا من أي مضمون حقيقي، وركزت بشكل مفرط على المقاطع التمثيلية الواقعية بدلاً من أن تضع سباقات القيادة في قلب التجربة.
وقد فشلت هذه اللعبة في تقديم أي شيء يُغري بالجلوس خلف المقود؛ إذ كانت السباقات باهتة وخالية من التحدي أو الحماس، مما جعل من تجربة القيادة أمرًا مملًا على نحو غير متوقع. أما التحوّل إلى اللعب عبر الإنترنت، فقد كان خطوة مؤلمة وغير مُرحّب بها، أضعفت من إحساس التقدّم الفردي والاستمتاع التقليدي الذي تميّزت به الأجزاء السابقة. لقد افتقرت اللعبة إلى عناصر أساسية اعتاد عليها عشاق السلسلة، مثل ملصقات المطلوبين الشهيرة التي كانت تضيف طابعًا من التحدي والحماسة عبر مطاردة سائقين متميزين للتقدّم إلى القمة.
كانت سلسلة Need for Speed فيما مضى رمزًا للتميّز والسهولة في تقديم تجربة سباقات مثيرة وجذابة، أما الإصدارات الحديثة فقد أصبحت باهتة ومخيّبة للآمال إلى حدٍّ كبير، وهو أمر مؤسف حقًا لعشاق هذا العنوان العريق.
4) Call of Duty: Modern Warfare 3 (2023)
- المبيعات: 21.2 مليون نسخة.
شهدت سلسلة Call of Duty عصرًا ذهبيًا لا يُنسى، حين كانت تجربة اللعب الجماعي مليئة بالحماس، واللحظات الأسطورية التي لا تُمحى من ذاكرة اللاعبين، كتنفيذ لقطات القنص دون استخدام المنظار بسلاح Intervention، والاستعداد للمواجهات الفردية المرتقبة في خريطة Rust، وتسلق الطائرة في خريطة Terminal لمجرد استعراض المهارة. في ظل هذه الذكريات العالقة، كان من الطبيعي أن يعلّق كثير من اللاعبين آمالهم على عودة Modern Warfare 3، لكنّ ما قُدّم في الإصدار الأخير شكّل خيبة أمل كبرى قد تكون من بين الأكبر في تاريخ السلسلة.
نجح إصدار Modern Warfare لعام 2019 في إعادة جذب العديد من اللاعبين الذين كانوا قد تخلوا عن السلسلة بعد Ghosts، إذ قدّم تجربة جديدة أعادت بعض الحيوية للعنوان. ومع أنّ نمط اللعب الجماعي ظلّ مألوفًا إلى حد كبير ولم يقدّم تغييرات جوهرية، فإن القيمة الحقيقية لدى كثير من عشّاق السلسلة تكمن في طور القصة. وللأسف، جاء طور القصة في MW3 مخيّبًا للآمال على نحو غير مسبوق، إذ احتوى على مهام قصيرة وسطحية، سريعة النسيان، لا تترك أثرًا حقيقيًا في ذاكرة اللاعب، ناهيك عن القرار السيئ بتحويل بعض المهام إلى مناطق مفتوحة تحت شعار “الاستكشاف”، وهو ما أفقد الحملة تركيزها وتصاعدها الدرامي.
وبالتالي، فإن خيبة الأمل من Modern Warfare 3 لا تقتصر على عدم الارتقاء للتوقعات، بل تمثّل تراجعًا حقيقيًا عن المعايير التي بُنيت عليها السلسلة، مما جعل من هذا الإصدار نقطة ضعف واضحة في إرث Call of Duty العريق، وسببًا في شعور كثير من اللاعبين بالخذلان العميق.